والدي منفصلان ولا أشعر بحياتي
أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري، متحسرة على عمري الذي يذهب مني سدى دون أن أترك بصمة تفيد مجتمعي وأمتي، ودون الالتحاق بالجامعة ودخول القسم الذي طالما حلمت به، هذا من ناحية الدراسة.. ومن الناحية الاجتماعية والصحية فأنا غير مطمئنة على نفسي؛ فوالداي منفصلان وكل منهما مشغول، وأمي -يحفظها الله- صحتها ليست بذاك الكمال والحمد لله على كل حال.. وأنا أقول: ما ذنب الأبناء إذا انفصل أو اختلف الوالدان، يتخبطون بين عذاباتهم، ولا يجدون السبيل لرغباتهم، ولا أدنى الحلول لما يواجهونه في حياتهم من مصاعب وآلام، فأنا الآن أواجه عدة مشكلات؛ فلا يخلو من في هذا العمر من أي معاناة ولو كانت بسيطة، مثلا أريد وأرغب بقوة في الدراسة الجامعية خارج الدولة التي أقيم فيها منذ ولادتي، ولا يحق لي الاشتراك بجامعاتها، وأريد السفر إلى إحدى الدول العربية التي يعيش فيها جدي (عم الأب) بتشجيع من بناته ومنه أيضا، لكن (الأب) لا يهتم لهذا الأمر ولا يرغب به. ومن الناحية الصحية أيضا لا أجد لأي عارض يعترضني حلاً؛ لأني أعاني منذ أشهر من كتلة بداخل أحد ثديي وآلام بالآخر والحمد لله، ولا أعرف لأي عيادة أذهب. أرشدوني
المهم أن تطمني على صحتك فتشجعي وقولي لأمك أو أخوتك واذهبي إلى طبيبة نسائية وهي تخبرك ماذا يلزمك، لأن السكوت على الألم أحيانا يعقد الأوضاع بينما ممكن حلها من البداية بسهولة أكثر، وإنشاء الله ما يكون في شيء خطير ، وأنتي بصراحة محتاجة لزيادة علاقتك بربك وثقتك به وأن ترضي بما قدره لكي، فحينها ستتغير أشياء كثيرة فيكي، وتشجعي بمناقشة مستقبلك مع أهلك فهم مسئولون عنك فقط تشجعي وتوكلي على الله فهو حسبك
إن لم يتحسن الوضع فابحثي عن صديق له أو قريب يمكنه مساعدتك، أو حتى عن طريق زوجته الحالية إن كانت إنسانة متفهمة وحكيمة.
وإلا فاللجوء لسفارة بلدك لعله يساعدك في هذا الأمر، وبخاصة أن هناك فرصة لتعليمك في بلدك، وحينها يمكن مطالبة الأب بتسهيل سفرك.
أسال الله تعالى أن يجعل لكِ من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، وأن يبصر والدك بحقوقك عليه، و يهديه لأدائها والقيام بها..
ليس لكِ ذنب ولا لأولاد الطلاق في كل زمان وفي كل مكان ذنب، ولكنكم تتحملون -طائعين أو كارهين- تبعات قرارات من في لحظة فكروا في أنفسهم وراحتها، وهذا حق مكفول لهم شرعاً وعرفاً ولا اعتراض عليه، ولكنهم ما أدركوا لحظة أن هناك أيضاً من ينتظرون ترتيبات وضمانات لن يبت فيها أجدٌ سواهم، فمتى، مادام لم يبق هناك إلا الطلاق، نقدم للمجتمع مشاريع طلاق ناجحة، فإن لم ينجح الزواج، فعلى الأقل يكون الطلاق ناجحاً حين نؤمن كل حقوق الأولاد وترتيب أوضاعهم المعيشية والتعليمية وأماكن إقامتهم… قبل أن يوقع المأذون أن توثق المحكمة أوراق الطلاق.
لابد من الحديث إلى والدك، لا حل غير هذا، ولكن ليكن ذلك في البداية بمكالمات لطيفة والسؤال عنه وعن أحواله، وتعبيرك عن شوقك لرؤيته والجلوس معه، وأنكِ بحاجة إليه لن تنتهي العمر كله، ثم زيارتك له أو العكس، وليكن أول وأسرع حديث بينكما حول أمورك الصحية التي لا تحتمل انتظار لحظة واحدة، وتضرعي إلى الله تعالى بالدعاء أن يحنن قلبه نحوك، ويعينه على قضاء حوائجك.