هل توجد علاقة بين الولادة القيصرية والصرع؟
لي أخت بعمر 35 سنة، ولدت منذ نحو 15 يوماً بعملية قيصرية، وهي ولادتها الأولى في ظروف جيدة، لكن بعد يومين من العملية شعرت بآلام كبيرة على مستوى الرقبة والعمود الفقري، وعند ذهابها للطبيب طمأنها بأنها تحدث في كثير من الأحيان، وأن تأثير المخدر هو السبب، ووصف لها دواءً تحسنت بعد أخذه بيوم واحد، لكن اليوم أي بعد مرور خمسة عشر يوماً من الولادة أغمي عليها وظهرت عليها علامات الصرع، علماً أنها أول مرة تواجه هذه المشكلة حيث خرج زبد من فمها مع شخير وتشنجات في جسمها وأغلقت فمها بقوة حتى جرح لسانها ودامت نحو عشر دقائق ثم استفاقت، لكن لا تعلم ماذا حدث لها، وبعد 8 ساعات ظهرت لها نفس الأعراض وأغمي عليها وفقدت الذاكرة مؤقتاً!
علما بأنها عصبية نوعاً ما وتغضب لأتفه الأسباب، وسؤالي لكم هو: هل هذا من تأثير إبرة الظهر التي أخذتها من العملية القيصرية؟ وهل ستشفى بعد مرور الوقت؟ وهل من يتعرض للصرع مرة أو مرتين تبقى تعاوده الكرة ويصبح مرضاً مزمناً؟
لا يستطيع أحد أن يُحدّد هذا، إذا كان تخطيط الدماغ إيجابيًا قطعًا يجب أن تتعالج، لأن هذا صرع، وقد يستمر، وقد يأتي، ويفضَّل التدخّل الطبي المبكّر من أجل علاجه والقضاء عليه. وإذا كان تخطيط الدماغ سلبيًا قد لا تحدث نوبات أبدًا، ويكون المريض تحت المراقبة.
بالنسبة للعلاج هل تعطى العلاج أم لا؟ هذا أمرٌ يختلف فيه الأطباء، هنالك مَن يرى أن ظهور نوبتين تشنجيتين تحمل سمات الصرع يجب أن يتناول الإنسان الدواء على الأقل لمدة عام، وهنالك من يرى أن ينتظر حتى النوبة الثالثة، وهنالك مَن يعتمد على تخطيط الدماغ؛ إذا ظهرتْ فيه أي زيادة في كهرباء الدماغ وحُدِّد وجود بؤرة ما هنا يجب أن يُعطى العلاج.
الذي أراه – ودون أي انزعاج أو همٍّ – أن تُعرض هذه الأخت على طبيب الأعصاب، ليقوم بإجراء تخطيط للدماغ، ويتطلب الأمر فحوصات أخرى كصورة مقطعية للدماغ مثلاً، هذا سيجعلكم أكثر اطمئنانًا إن شاء الله تعالى، ما دام هذه هي النوبة الأولى في حياتها وأتتها في مثل هذا العمر، يجب – يا أخي الكريم – أن نتأكد من خلال إجراء الفحوصات سالفة الذكر.