هل أشارك زوجي براتبي
مخطوبة ومقبلة على الزواج، خطيبي رجل محترم ومتدين ولله الحمد -وإن اختلفنا على بعض الأمور بشكل طبيعي-.
سمعت أنه يوجد دورات في ماليزيا عن الزواج، وقد ساهمت كثيرا في تقليل نسب الطلاق والتعامل بين الزوجين، وكذلك يوجد منها في السعودية، ولكني قد بحثت في دولتي في مصر ولم أجد، وأريد حقا توعية عن الزواج، خاصة وأن والداي -بارك الله فيهما- لم يمثلا نموذجا جيدا لنا، فماذا أفعل؟ هل يوجد كتب أقرأها؟ أو محاضرات مرئية على مواقع مختلفة؟
أرجو أن يتم ترشيح عدة خيارات لأستفيد وأبدأ من الآن، كذلك أود التنويه أن أكبر مشكلة بين والديّ كانت المال، وذلك لأن والدتي تعمل طبيبة نساء وتوليد وتجني الكثير والحمد لله، ووالدي مقتدر ولله الحمد، ولكن قد تضيق عليه الأمور أحيانا، وهو دائما كان يطلب منها أن تعطيه -ولا يرفض عملها أبدا-، ولكنها كانت ترفض ولها تبرير، وهو أن والدي صعب المعاشرة كثيرا، وقد حاولت معه منذ بداية الزواج، وكانت تشاركه النفقة كليا، ولكنه استمر على الإهانة والصراخ والسب والشتم والدعاء عليها، وحاولت كثيرا ووصل الأمر إلى الطلاق، ولكنهما فضلا البقاء معا لتربيتنا، ولكن إلى الآن هذه المشاكل مستمرة، وقد وصل الأمر إلى ما يشبه الطلاق الصامت في بيتنا، فوالدي في جهة ووالدتي في جهة.
من المهم تَفَهُّم كل من الزوجين لطبيعة ونفسية الآخر, وذلك يحتاج لوقت كاف من العشرة الزوجية، وأداء الحقوق الزوجية، وتنمية المحبة بينهما بالكلمة الطيبة، وحسن الحوار والدعابة والمعاملة، وإبداء الإعجاب والرضا بالآخر، والثناء عليه، والتشجيع له، ومشاركته الهموم والاهتمامات، وتبادل الهدايا، والتعايش مع المشكلات بينهما، وتفهم طبيعة الحياة الزوجية والضعف البشري, والحذر من تأثير كلام الناس والقبول المطلق لنصائحهم, كونها مجرد تجارب شخصية تحتمل الخطأ فلا يجوز تعميمها.
اعلمي أن من حق الزوجة أن تحتفظ براتبها إلا إن كان بينها وبين زوجها شروطاً، فقد صح في الحديث: (إن أحق الشروط أن يوفى بها ما استحللتم بها الفروج)، (فمقاطع الحقوق عند الشروط ) كما قال الخليفة عمر -رضي الله عنه-، وفي الحديث أيضاً: (المسلمون على شروطهم), فإن اشترط زوجك عليك عدم العمل أو المساهمة ببعض نفقات البيت، فالواجب الالتزام بالشرط, وكذا يستحب من الزوجة مساعدة الزوج من غير إلزام لها.
أنصحك بالقراءة في باب فن التعامل بين الزوجين، والمشاركة في دورات خاصة بذلك لمعرفة الحقوق، وإنجاح العلاقة الزوجية -بإذن الله تعالى- وعليك بحسن الصلة بالله تعالى، وتعميق الإيمان بطاعته، وذكره، وتقواه، والاستعانة به، والتوكل عليه؛ لتحصيل عون وتوفيق الرحمن، والراحة والاطمئنان، وطرد وساوس الشيطان، وعليك بحسن الظن بالله، وتعزيز الثقة بالنفس، وقوة الإرادة (المرء حيث يضع نفسه).