تحملت مسئولية أهلي فكيف أتخلى عنهم

أنا فتاة أبلغ من العمر أربعًا وعشرين سنة، تخلَّى عنا والدي أنا وإخوتي منذ الصغر، فلا يزورنا ولا يسأل عنا ولا ينفق علينا، ولم يوفر لنا حتى سكناً يؤوينا، تحملت والدتي لوحدها أعباء تربيتنا وتعليمنا، وأثقلت كاهلها بالديون من أجل أن توفر لنا جميع متطلباتنا، كانت لنا أمًّا وأباً في نفس الوقت حتى لا نشعر بفقد الأب، هذه الأم العظيمة جعلتني أقطع على نفسي عهداً وأنا في بداية مراحل دراستي بأن أعوضها عن كل شيء تحملته في سبيل تربيتنا، وأنا أعلم بأني مهما فعلت فلن أرد لها ولو جزءاً بسيطاً مما فعلت معنا، قطعت جميع سنوات دراستي بتفوق وامتياز حتى أنهيت دراستي الجامعية ولله الحمد، ولا زال عطاء تلك الأم الحنون مستمراً بلا توقف معي أنا وإخوتي، ولا زالت دعواتها تحيط بنا وتحرسنا، التحقت بعد تخرجي من الجامعة بوظيفة في مؤسسة براتب جيد، تحملت مسؤولية أسرتي وأنا في غاية السعادة، وشكرت الله سبحانه وتعالى على فضله وكرمه لأنه عوضني خيراً عن صبر سنين طويلة، وحقق لي حلمي في مساعدة أمي وإخوتي، وبعد مضي فترة وجيزة على التحاقي بالعمل تقدم لخطبتي شاب من أقاربي على خُلق ودين فوافقت عليه وتم الزواج ولله الحمد، ووفر لي سكناً قريباً من أهلي حتى أزورهم وأطمئن عليهم باستمرار، ولكن المشكلة تكمن في أنه يعمل في منطقة أخرى تبعد مسافة 1500كم عن المنطقة التي أعيش فيها وأعمل فيها، في البداية كان هو يسافر إلى عمله وأبقى أنا عند أهلي بسبب ظروف عملي، أما الآن فهو يطالبني بترك عملي والذهاب معه إلى المنطقة التي يعمل بها، وأنا لا أستطيع الذهاب معه والتخلي عن أهلي الذين لا عائل لهم بعد الله سواي، أرشدوني ماذا أفعل فأنا أمر بظروف نفسية سيئة جداً، وأشعر بأني تسرعت جداً في قرار الزواج، وأشعر بأني إذا تركت عملي وتخليت عن أهلي فلن أسامح نفسي ما حييت، وأعلم أن الزوجة لابد أن تتبع زوجها وتطيعه وتكون معه أينما ذهب، ولكن من هي مثلي وفي ظروفي ماذا تفعل؟، أأتخلى ببساطة عن العهد الذي أخذته على نفسي؟، أأترك أهلي وإخوتي الصغار يواجهون ظروف الحياة التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم؟ والله إني لا أقوى على فعل ذلك.. أرشدوني ماذا أفعل؟

مها

24 سنه

guest
أدخلي إيميلك إذا أردتِ تلقي تنبيهات

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
بتول
بتول

شىء جميل ان تكونى بارة بامك ولكن ليس على حساب زوجك وراحته الحل ان تبحثى عن وظيفه بالقرب من عمل زوجك وبهذه الطريقه تستطيعى ان تساعدى امك ماديا حتى لو كان راتبك اقل من وظيفتك الحاليه تنازلى يعنى امسكى العصايا من النصف كما نقول نحن المصريين

يارا
يارا

لا تفارقي أهلك، والبر لا يبلى” لعله يصعب عليك ترك مسكنك الجديد كذلك. عموما متطلبات الشهامة صعبة على كليكما، كنتما تعيشان في عالم الأحلام، الآن اكتشفتما أن الواقع له منطق آخر. فاتتكما بعض الحسابات. والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ممكن إذا حل الإيثار وغاب الشح. “وأحضرت الأنفس الشح”.

ليلى
ليلى

كان يجدر بزوجك أن يكون خير معين لك في مثل تلك الضروف ولا ارغب في الحكم عليه بأي شيء لكن اعتقد بأن هناك شيء يجب مراعاته (( ربما غلب عليه حبه لك ،،، مما جعله لم يعد يحتمل بعدك فمن خلال استشارتك ووصفك لحياتك وكفاحك يكون هناك احتمال أن الزوج زاد اعجابه بك وحبه لك ثم يا أخية إن تلك القرارات اللتي يتخذها الأزواج يكون قد اتخذها وهو في قمة شوقه وحاجته لك فأعتقد أنه يجب أن تفهمي سبب هذا القرار خاصة أنه لا يخفى عليه حالك وحال أهلك أو ربما هناك أحد تحدث بك عنده أو ربما دخلت إليه شكوك من هنا أو هناك )) فإن كان سبب قراره هو الشوق وشدة الحب والوله فأعتقد أنه يجب أن تعذرية وأنت فخورة ويجب أن تبحث معه عن حل يزيد من عدد اللقاء الأسبوعي بينكم مما يخفف عنه وطئة البعد !!!!!!!!!!!!! أما إن كان الأمر غير ذلك فيجب أن تناقشي الأمر معه بالوجه الصحيح وتتأكدي من سلامة دوافعه للتخاذ مثل هذا القرار المعسر :::::::::: أما إن كان قرار الزوج مجدر تعسف وسلطوية فأعتقد بأنه لما سوى هذا القرار أسوأ ::::::::::: فلا تكوني حريصة على تلبية الذهاب معه حتى لو توفرت لك وضيفة عنده لأنه سيبدأ يتدخل في راتبك

رضوى
رضوى

خاطبي المسئولين عندك في المؤسسة، إذا كان لهم فرع في المنطقة التي يعمل بها زوجك، أو لو تم التوسط لكِ للعمل بإحدى الشركات هناك أو أي جهة آمنة وبمرتب جيد مثلا، أو قريب، مما تتقاضين الآن، أو اطلبي من زوجك البحث لكِ عن وظيفة أولاً في مكان عمله قبل طلب الاستقرار معه، على أن ترسلي ما يحتاجه أهلك كل شهر، أو ليبحث هو عن عمل في مكان إقامتك، يحفزه لهذا أن يعتبر أمك وإخوتك مثل أمه هو وإخوته.

إذا تيسرت فرصة للعمل هناك، فالحمد لله، وهنا تسافرين معه.

إذا لم تتيسر، فلا سفر ولا إقامة، لأن ظروف أهلك لا تخفى عليه، وطلبه هذا ليس من الشهامة ولا الرجولة.

وإن أبى إلا الطلاق، فلا تحزني ولا تأسي، ولا تفارقي أهلك، والبر لا يبلى، وكوني أوثق بما عند الله وما يدخره لكِ وسيعوضك به حتماً، بما تثقين أنه في يدك.

أضيفي مناقشة جديدة

    4
    0
    شاركي بتعليق جديد على هذه المناقشةx
    ()
    x