أشعر بالوحده والخوف بسبب الغربه
أنا تزوجت حديثا، زوجي مغترب في السعودية، وسافرت له منذ بضعة أيام فقط، وشعرت كأني صدمت فجأة بالبعد عن أهلي وأصحابي وحياتي التي اعتدت عليها، وبدأت ضربات قلبي تزداد، وأشعر بخوف ولا أعرف سببه، ومررت بوقت صعب جدا، كنت أشعر أني سأموت، فحياتي تبدلت، وبعدت عن أمي.
المكان الذي أنا فيه به قليل من الناس، ولا أعرف الجيران ولا أعرف مكانا لأحضر محاضرات أو دروس قرآن، وزوجي سأل ولم يجد مكانا قريبا لنا، ولا أخرج من المنزل إلا قليلا بسبب عمل زوجي الذي يأخذ معظم الوقت، أشعر بالوحدة، وكل ما أتذكر أني قد أبقى هكذا فترة طويلة ولا أرى أمي، أيضا يزداد تعبي وخوفي، ولا أعرف ماذا أفعل.
مروة
يجب أن يكون تفكيرك تفكيرا إيجابيا، هذا مهم جدًّا، وأنصحك بأن تُطبقي أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، أو يمكن إحضار أي معدات رياضية في البيت إذا كان ذلك ممكنًا وفي حدود إمكانياتكم لتستفيدي منها، اقرئي واطلعي. فإذًا يجب أن تُدركي إدراكًا تامًّا أنه من الواجب أن تتوائمي مع وضعك، فأنت بخير، وأنت مع زوجك، والذي تعتبرينه نوعًا من العزلة والانعزال مغبون فيه كثير من الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، نعم الحيّز الجغرافي قد يكون أمامك ضيّقا، لكن الحيز المعنوي متسع جدًّا، والحيز الفكري متسع جدًّا، وحيز الدين وتعلّمه متسع جدًّا، والانشغال بما هو مفيد متسع جدًّا.
هنالك أشياء كثيرة جدًّا يمكن أن تقومي بفعلها وعملها وتطبيقها، حتى وإن لم تجدي مثلاً وسيلة لمراكز تحفيظ القرآن يمكن من خلال الكمبيوتر، من خلال الإنترنت، استمعي للدروس القيمة التي يُقدِّمها الشيخ الدكتور (أيمن راشد سويد) وغيره من العلماء، محطات وإذاعات القرآن الكريم، هنالك العديد من الجروبات – وأنا أعرف ذلك جيدًا – التي تقوم بإعطاء دروس تحفيظ على التليفون وخلافه. فإذًا الوسائل كثيرة جدًّا.
أنت لا تحتاجين إلى علاج دوائي، أو علاجك ليس في الأدوية، أنت يجب أن تراجعي نفسك فكريًّا ومعرفيًّا، وأن تعرفي أن زوجك يُكافح من أجلكم، ويجب ألَّا تكون مصدر إشغال له، يجب ألَّا تُبدي له القلق أو التوتر أو الانعزال، وهذا قد يُشكِّكه، أي هذا الانعزال وهذا التوتر الذي يحدث لك ونوبات الهلع والهرع التي تحدثت عنها قد تُشكك زوجك في أنك غير مرتاحة للزواج أصلاً.