أشعر أنني سبب موت أمي
توفيت أمي منذ أيام، وهي مريضة بالتهاب الأمعاء منذ سنتين، بعد وفاة أمي قرأت عن مرضها؛ لأننا لم نكن ندري أنه قاتل، ويبدو أن سببه شدة الانفعالات النفسية، ومن بعد مرض أمي بسنة تخاصمت أنا وزوجي، واتصلت لها أشتكي، وهي خافت؛ لأنني مغتربة ووحيدة، وفي هذا اليوم قالت لي أختي: إنها تعبت كثيرا من استفراغ وإسهال، وبعد بضعة أشهر توفيت، ولما قرأت أن هذا المرض قابل للشفاء، وهي ماتت الآن، خفت أن أكون أنا سبب عدم شفائها؛ لأني الآن عرفت أنه يحدث نتيجة صدمة أو انفعال، فأنا الآن في حالة اكتئاب، وشعور بالذنب أنني سبب موتها.
رانيا محمود
الشفاء من الله، وأنك لست سببا للمرض، وإن كنت السبب، فإن السبب لا يفعل ويؤثر إلا بتقدير الله، فالنار حارقة، لكنها لم تحرق الخليل، وهي حارقة ولم تحرق من رماه طلحة بن خوليد في النار، وخرج أبو مسلم يمشى؛ لأن العظيم عطل في النار الإحراق، وعلينا أن نجتهد في تفادي أسباب المرض مع يقيننا أنه لا ينجي حذر من قدر.
والدتك توفيت في الوقت الذي قدره القدير القائل: {فاذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} والموت لا يحتاج إلى مرض معين، ولكنه الأجل الذي حدده ربنا وقدره، فاتركي عنك المشاعر السلبية واشتغلي بالدعاء لها والاستغفار لها والصدقة عنها، وإن استطعت العمرة نيابة عنها، والحج.