أخشى أن يهدد الخوف مستقبلي
أكتب لكم هذه الرسالة واليأس والغموم والهموم تجتاحني من كلّ جانب، والسبب في ذلك شعوري بالخجل والخوف، عند كثير من المواقف الاجتماعية، الأمر الذي صار كابوساً أعانيه لدى كلّ موقفٍ من هذه المواقف، سواءٌ في الجامعة، وحتّى في البيت ومع الأقارب، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى تدمير مستقبلي وحياتي.
بسمه
مناقشات أخرى
ليس هناك علاجٌ سحريٌّ، فهذه المشكلة بسيطة وليست معقدة، وخلاصتها أنك قد تعوّدتِ على أن تخافي من هذه الأمور، مجرد اعتياد لا يسنده أيُّ منطق، وبالتالي فبإمكانك أن تعتادي على ضده، وهو الشيء الطبيعيّ، أي أن لا تخافي من هذه الأمور، وهو شيءٌ يسنده كلُّ المنطق.
فهي عاداتٌ اعتدتيها: أن تخافي وتخجلي لدى هذه المواقف، فبإمكانك أن تصبري لدى مرورك بها، وتصمدي في وجهها، وتلقائيّاً ستجدين مخاوفك كلّها وقد تلاشت، وصارت ذكرياتٍ.
الزمي حدود الواقع، وليس معنى ذلك أن لا يكون لديك طموحٌ تسعين إلى تحقيقه، ولكن أن تسعي إلى تحقيقه بواقعية، ومن خلال اتباع الأسباب التي قدّرها الله تعالى، مستعينةً في ذلك بالله تعالى، ومتوكّلةً عليه.
تعلمي أن الخوف في حدّ ذاته، صديقٌ للإنسان، يُعينُه على تجاوز بعض المواقف، والاستعداد لمواجهة بعض التَّحدّيات، فأشجعُ المقاتلين وأعظم المجاهدين، لا بدّ أن ينتابه في ميدان المعركة، وقبيل التحام الصفّين، شيءٌ من الخوف، يكون بمثابة الطاقة التي يستجيش بها الإنسانُ كلّ قدراته ومهاراته في مواجهة المواقف المختلفة.